لا حرج في تفضيل قراءة أحدى سور القرآن

فتاوى اللقاء الشهري (العثيمين) ، الجزء : 4 ، الصفحة : 50 عدد الزيارات: 17223 طباعة المقال أرسل لصديق

 ما حكم تفضيل سورة على أخرى وخاصة أنني أحب أن أقرأ سورة مريم مثلاً أحياناً لأنني أحس براحة واستمتاع عند قراءتها ؟

 لا حرج أن يفضل الإنسان سورة من القرآن على سورة أخرى لأي سبب من الأسباب وإلا فالكل كلام الله - عز وجل - فالقرآن من حيث المتكلم به وهو الله سبحانه وتعالى لا يتفاضل أما من حيث ما يشتمل عليه من المعاني الجليلة العظيمة فإنه يتفاضل ولهذا ثبت عن النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { إن أعظم سورة في كتاب الله سورة الفاتحة وإن أعظم آية في كتاب الله آيه الكرسي } .
وكان أحد الصحابة قد بعثه النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، في سرية فكان يقرأ القرآن لأصحابه ويختتم بسورة الاخلاص .
فقال النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { سلوه لأي شيء كان يصنع ذلك } فقال لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها .
فقال النبي ، - صلى الله عليه وسلم - ، { أخبروه أن الله يحبه } .
وثبت عن النبي ، - صلى الله عليه وسلم -، { إن سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن } فإذا كان هذا السائل يجب قراءة سورة مريم لما فيه من القصص العظيمة النافعة ولما فيها من ذكر الجزاء في اليوم الآخر والانكار على من كذب بآيات الله وكفر بها وأعجب بما أعطاه الله من المال وما إلى ذلك من المعاني فإن هذا لا بأس به ولا حرج عليه .
الشيخ ابن عثيمين