|
من حفظ شيئًا من القرآن الكريم ثم نسيه هل عليه إثم في نسيانه هذا؟
من حفظ القرآن الكريم فإنه ينبغي له العناية بتلاوته واستذكاره واستحضاره، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حث على تعاهد القرآن، وأخبر أنه أشد تفلتًا من الإبل في عقلها، فلا يجوز لمن حفظ القرآن أن يتساهل في شأنه حتى ينساه، لأن ذلك يدل على عدم رغبته في الخير، وعدم اهتمامه بكتاب الله، فمن حفظ القرآن أو حفظ شيئًا منه فقد أوتي نعمة عظيمة وخيرًا كثيرًا، فلا ينبغي له أن يفرط بهذه النعمة وبهذا الخير العظيم، بل يتعاهده بالإكثار من تلاوته حتى يبقى في حفظه وينتفع به، مع ما في التلاوة من الأجر العظيم، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف) [رواه الترمذي في "سننه" (8/115) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه]، وأيضًا في تلاوة القرآن تأثير على القلب بالخشوع والخشية والخوف من الله سبحانه وتعالى.
وفيه زيادة في الفقه والعلم وبصيرة لمن تدبره، فتلاوة القرآن فيها مصالح عظيمة فلا ينبغي للمسلم أني فرط في هذا الخير العظيم والنعمة الكبرى التي مَنّ الله تعالى بها عليه.
أما إذا نسيه لآفة أصابته في حفظ لا لتفريط وقع منه فهو معذور شرعًا.
جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2024 - 2005)
nQuran.com
اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية