تفسير قوله تعالى القاسطين

فتاوى الشيخ ابن باز عدد الزيارات: 32624 طباعة المقال أرسل لصديق

ما الفرق بين الآيات الكريمة في الآية الخامسة عشرة من سورة الجن قال الله تعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:15] وفي الآية السابعة من سورة الممتحنة قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]. وفي الآية الثانية والأربعين من سورة المائدة قال الله تعالى: فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة:42]؟


القسط الذي أمر الله بالحكم به هو العدل. والمقسطون هم أهل العدل الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيما ولاهم الله عليه يقال أقسط إذا عدل في الحكم وأدى الحق ولم يجر أما القاسط فهذا هو الجائر الظالم ويقال قسط يقسط قسطاً فهو قاسط إذا جار وظلم، ولهذا قال تعالى: وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [الجن:15]. يعني الظالمون المراد القاسطون الظالمون الجائرون المتعدون لحدود الله، فهم الذين توعدهم الله بأن يكونوا حطباً لجهنم. فأما المقسطون بالميم المقسطون من أقسط بالرباعي، فهؤلاء هم أهل العدل، وهم الموفقون المهديون الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وفيما ولاهم الله عليه، ولهذا قال - سبحانه وتعالى - : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]. يعني يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف ومن هذا قوله في الحديث الصحيح: (المقسطون على منابر من نور يوم القيامة الذين يعدلون في حكمهم وفي أهليهم وما ولوا). جزاكم الله خيراً.